الأحد، 2 أغسطس 2009

لأنها مطلقة


كانت لا تستطيع الحياه معه أكثر من ذلك الحد مع إنهم كانوا فى شهور الزواج الأولى لم يكملا سنة مع بعضهم البعض وكانت قد حملت منه فى ولد

عادت إلى مصر كى تنجب طفلها فى بلده وبعد الطلاق بأسبوعين ليس أكثر وضعت مولودها ، هذا الملاك البرئ، مولود لقدره المعلوم

عندما أيقنط أنها بالفعل طالق كانت فى كامل سعادتها لأنها قد تخلصت أخيراً منه وكامل حزنها على إبنها الذى أصبح دون أب من تلك اللحظة الحاسمة فى حياة كل منهم (هى – الإبن – هذا الرجل)


حدثت هذه الواقعة من عدة سنوات ليست بكثيرة ولكنها مرت ببطء شديد عليها طبعاً وبعد وضعها قررت إستئناف دراستها وقد فعلت وكانت من المتفوقين.

وفى أحد المتاجر التى إعتادت عليها قابلت شخص جديد تماماً على عالمها التى كانت تتوقع إنه لا يحتوى على رجال جيدون وذلك من تجربتها الأولى وكان هذا الشخص يعمل فى المتجر كان فى البداية يعاملها بشكل طيب على إعتبار إنها ليست أكثر من زبونة حيث كان يعامل جميع زبائن المكان بنفس الطريقة


إعتادت عليه فبدأت ترى الحياه أجمل وكانت تتردد على المكان بشكل غير عادى كلما تذهب إلى مكان تمر على هذا المتجر قبل الذهاب وبعد العودة من أجل أن تراه


كانت تحتاج أن ترى أحد يعاملها بشكل جيد دون معرفته لوضعها وكونها مطلقة حيث أن كل من يعرفون هذه المعلومة عنها يعاملونها جيداً إما شفقة وإحساناً أو طمعاً فيها لأنها فقدت عذريتها كعادت المجتمع الشرقى دائماً فى النظر إلى المطلقة أو الأرملة أو المغتصبة وكأنهن خاطئات


ونظراً لأنه كان يعاملها بشكل حسن فكانت هى الأخرى. فصارت ترتاح إليه ويرتاح إليها وتطورت العلاقة بينهما من بائع فى ومتجر وزبونة المتجر إلى صديق وصديقته وكانت حتى وهى بعيداً عن المتجر تطمئن عليه بالتليفون كل دقائق معدودة حتى بدأ بينهما إعجاب كل طرف بالآخر فبدأت تهتم أكثر به بشكل ملحوظ له فسأل عنها أحد أصدقائه المقربين وكان يعمل نفس المتجر من قبل فأجبه إنها مطلقة ومعها ولد صغير السن ومع ذلك لم يفرق معه كلام صديقه لأن له تفكير خاص قد يختلف معه الناس وقد يوافقونه عليه وقد حاول التقرب إليها أكثر وأكثر وأحبها وأحبته بشدة إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة (تانى مرة فراق) ولكن هذه المرة كانت

بين إثنين يتمنى كل منهما أن يكمل باقى عمره مع الشخص الآخر وهذه المرة هو ترك المتجر بسبب رجله التى بدا عليها التعب وزاد أكثر يوم بعد يوم ولكن قبل أن يترك المتجر بأيام كانت قد إتصلت به وطلبت منه أن يقابلها فى مكان ما قريب من مكان دراستها وبالرغم من تعبه ذهب قبل ميعاد العمل ليقابلها كما طلبت وكما كان يتمنى منذ أن عرفها جيداً وظلا معاً حوالى ساعة وهو الآن يصف تلك الساعة كأجمل ساعة فى عمره كله وقد أحست وقتها أنها قد وجدت الشئ المفقود كالزوج الحنون والأب الجيد للأبن التى إعتبرته يتيماً والحبيب المخلص والروح التى كان الجسد يبحث عنها وكأنهما شئ واحد

وبعد أن ترك المتجر إنقطعت كل هذه الأشياء التى جعلت الحياه تجرى فيهم من جديد فهى لم تعد تتصل به كعادتها وهو لا يعرف لها طريق حتى ليراها ولكنها لا زالت تحبه وتبحث عنه فى تردد خوف من أهلها اللذين حرموا عليها الزواج مرة أخرى وحرموا عليها الحياه والخروج

بدأت تشعر بأن لا فائدة لها ولا أمل ولا شئ يجدد لها الحياه وعاشت تتحمل هذا البعد فى أسف وتتحمل نظرات المجتمع لها كبنت صغيرة مطلقة وتتحمل الحياه دون شريك يعينها فيها وفى تربية الولد الصغير الذى صار كل عالمها بعد إنقطاع الإتصال بينها وبين الشاب الذى أحبته .


تعيش تتمنى لقاءه.

تتمنى لحظة لاتبكى فيها


تعيش تتألم دون معرفة أحد من حولها ودائماً تبدى أنها فى غاية السعادة حتى لا يشمت بها أحد أو لمجرد أن ترى نظرة عطف من أحد كل هذا وهى صامتة وتتحمله ... لأنها مطلقة

هناك تعليقان (2):

micheal يقول...

للاسف موضوع المطلقة والنظرة السلبية لها من الحاجات اللي ممكن تأخذ وقت طويييل أوي عشان نغير نظرة الناس ليها
تحياتي

أحمد فاروق الشاذلى يقول...

micheal

شكراً لمرورك الاول لمدونتى
وشكراً لإهتمامك بالموضوع
بس انت لسة ماقولتش رأيك فى الموضوع

وياريت يدوم التعارف